جعفر بن نصيب رحمه الله
تاريخ الوفاة : 13/3/1426هـ
المصدر : سعيد بن جعفر
أحيانا تقف الكلمات حائرة عاجزة عن الوفاء بما يدور في الأعماق وكأنها تمعن في التحدي ، تقف عاجزة عن وصف الواقع أو القرب منه ،
الموت تلك الحقيقة المرة التي نقف أمامها حائرين عاجزين ليس بوسعنا سوى الاستسلام وتقبل القدر الذي هو نهاية كل حي
.
رغم ذلك تجدنا نعتصر ألما على فراق من نحب وذلك لعلمنا أننا لن ننعم ثانية بكلمة أو بسمة أو موقف ممن أحببناه
” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”
ماذا أقول فيك يا والدي ؟ و هل هناك من كلمة أو معنى يقولها ابن بإمكانها ان ترثي أباً ؟
رحمة الله عليك يا والدي ، رحمة واسعه ، رحمة تسكنك الجنة و تؤنس وحشتك في القبر.
ليس لي سوى الدعاء يا والدي ، و كلي رجاء من الله الإجابة ..
اللهم ارحم والدي تحت الأرض و ارحمه يوم العرض عليك
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة و آنس وحشته فيها
اللهم بدل سيئاته حسنات و ارفعه بكل آلم تألمه درجات
اللهم نقه من خطاياه كمنا ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم أره مكانه في الجنة و اجمعه هناك بمن يحب
اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى مع الانبياء و الشهداء و الصالحين
اللهم لا تفتنا بعده يا أرحم الراحمين يا الله
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..
رجل تقي نقي.. أحسبه كذلك والله حسيبه.
سنوات طويلة وهو يصدح بالأذان في مسجد بن غريب،، وبالرغم من عدم قدرته على المشي بمفرده والذهاب للمسجد فقد كان أبناء سعيد (محمد وحسام) -أسأل الله أن يوفقهما لكل خير- يتناوبان في الذهاب به الى المسجد،، ومع ذلك لم يكن يتأخر في الأذان...
زرته قبل وفاته بفترة قصيرة عندما كان منوما في العناية الخاصة بمستشفى الملك فهد،، كان الوقت بعد العصر،، وجدته يقيم لصلاة العصر ويؤدي الصلاة وهو ملقى على السرير،، سبحان الله.. على فراش المرض ،، والكمام على وجهه ومع ذلك يؤذن ويصلي!! ونحن مقصرون في الصلاة مع أننا بكامل عافيتنا...
أسأل الله أن يرحمه ووالدينا وأموات المسلمين...
الله يرحمك ياجدي ويسكنك فسيح جناته
اللهــــم .. يا حنَّان ، يا منَّان ، يا واسع الغفران ، اغفر له و ارحمه ، و عافه و اعف عنه ،
و أكرم نزله ، و وسع مدخله ، و اغسله بالماء و الثلج و البرد ، و نقِّه من الذنوب
و الخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس
اللهــــم .. ارحمه تحت الأرض ، و استره يوم العرض ، و لا تخزِهِ يوم يبعثون ( يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون ، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم )
اللهــــم .. يمِّن كتابه ، و يسِّر حسابه ، و ثقِّل بالحسناتِ ميزانه ، و ثبِّت على الصراط أقدامه
، و أسكِنه في أعلى الجنات ، في جوار نبيِّك و مصطفاك صلى الله عليه و سلم