إخــبــاريـــة الحــكـمـان
جوال الحكمان اضف خبرا همزة وصل
أفراح مواليد وفيات أخبار الحكمان الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024

ملفات الاخبارية
مقالات
صورتنا الذهنية في أنفسنا وعند الآخر
صورتنا الذهنية في أنفسنا وعند الآخر
14-04-1430 09:46 صباحاً

image



صورتنا الذهنية في أنفسنا و عند الآخر


قد توجد صوره ضبابية غير واضحة المعالم تجاه ماذا نريد أن تكون الصورة الذهنية لنا في أنفسنا ثم لدى الآخر؟ بل ربما أنها لم تكن محل نظر و تأمل و عمل منا.. أي أن هذا السؤال لم يطرح أصلا.

وإذا وجدت النتيجة فإنها ليست مبنية على قاعدة رابطه بين الصورة الذهنية المأمولة وبين الواقع .

وظللت سنوات طوال وأنا أتساءل: هل أهملنا هذا الأمر الحيوي الذي ينعكس علينا فرادى أو جماعات وعلى قريتنا ثم قبيلتنا بما هو عليه الواقع من إيجاب أو سلب؟ ولم ألمس طوال ما مضى أي تركيز منا نحو ما نبثه من صورة ذهنية تجاه الآخر، وإذا ما تم بشكل أو آخر فهو في قضايا لا تمس جوهر الحياة اليوم.

وعندما أنظر إلى الآخر أيا كان، أرى أن لدى اغلبهم مشروعا يشرب منذ الصغر لما يجب أن يكونوا عليه ويعملون على تنفيذه بقوة و تحت مراقبة جماعية حازمة ويطمحون للمزيد.
إننا في الوقت الذي نفهم بعض الصور النمطية عن بعض السلوك الايجابي الذي نتصف به، إلا إنه لا يتوجه في المسار الصحيح وبالمقدار اللازم و لمن يستحقه، لكنه عشوائيا غير منظم .

بينما لو أعدنا النظر إلى صورتنا الذهنية لدى الآخر قد نتوقف قسريا لمراجعة النفس و محاسبتها وبث روح جديدة من أهمية الحفاظ على صورة ذهنية ذات نمط ايجابي عالي لا يكون في أذهان الآخرين أنه مجالا (للقهقهة) و (الابتسام بأدب) في أفضل الظروف مع كلمتين طيبة بعد الجرح المتعمد، بل إن البعض منا لا يشعر بحجم الخطأ الذي يشارك فيه وهو يعطي الآخر الفرصة للمزيد من التمدد على حسابنا.
وإن أثبات النفس أمام الآخر لا يكون بأحاديث هشة ليس لها واقع في بعض الأحيان، لأن ذلك لا ينفع لدى الآخر وقت النظر إلى المعطيات, فلا يبقى إلا المواقف الصلبة والأرقام والنتائج النهائية، أما الإنشاء فانه يتبخر.

إن الآخر أيا كان في الداخل أو في الخارج سواء كان محل نجاح أو فشل ،إشادة أو نقد، لديه من الخبرات و الثقافات الاجتماعية ما يتوجب علينا أن نستفيد منه ونختار أفضل ما عنده، و بالمقابل نتخلص على الفور بل نتبرأ ممن يحاول أن يسيء إلى نظرة الآخر لنا بكلمه أو موقف، جادا كان أو ساخر، خصوصا إذا كان منا.

ودعونا ننظر بشفافية ونستمع لما يحدث في المجالس التي هي من ضمن المقاييس المأخوذة عن الصورة الذهنية لدى الآخر.. ثم نبحث في الانترنت عبر محركات البحث بإدخال كلمة (زهراني)، و نجرب إدخال مسمى لآخرين غيرنا، حيث تظهر جميع النتائج المبدئية، وهي ليست قطعية لكنها مؤشر مبدئي، فإذا كانت خيرا فعلينا أن نستزيد في الخيرات و الأفعال التي ترفع الرأس و يصاحبها علو في الهمة و السمو، وإن كانت لا سمح الله محل نظر منا أو غيرنا فعلينا أن نعرف موطن الخلل الأول (وهو نحن)، ونتساءل لماذا سمحنا بذلك تسامحا أو عن غير قصد أو إهمال؟ وفي هذا تظهر الفجوة التي تحدثت عنها في الأعلى بين حقيقة صورتنا الذهنية وبين الواقع و المأمول.



فـــــاصلة:

من أولى الخطوات في منهج البحث العلمي الإحساس بالمشكلة، لذا تساءل دائما من أنت ؟ ماذا تريد أن تكون؟ هل أهدافك الخاصة أو الجماعية موجودة وواضحة ويتم تطويرها من وقت لآخر؟ هل حققت أهدافك؟ هل الذين معك و حوليك يحملون نفس الفكرة و الرؤية و الأهداف ويعملون لأجلها فعلا؟ وهل تصاب بالغيرة الايجابية من الآخر و تعمل على محاكاته؟ هل البون شاسع في الرؤى بين المجموعة؟ و أخيرا علينا أن نسال أنفسنا كم مرة رفعنا رؤوس جماعتنا و هل أخطأنا يوما بإنكاسها ؟.

إن علينا أن نعمل صادقين عازمين على بناء مكانتنا اللائقة في أنفسنا و أبنائنا و إخواننا أولا، لأن الإشكال الأول الذي نواجهه ليس لدى الآخر، ثم نقف مع أنفسنا لطرح الأسئلة أعلاه و التفكير في إجاباتها بصوت مسموع.

والله الهادي إلى سواء السبيل.


محمد بن علي القدادي

تعليقات 6 | إهداء 0 | زيارات 2815


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


التعليقات
#2196 SAUDI ARABIA [ابوسعد]
0.00/5 (0 صوت)

14-04-1430 11:39 مساءً
بناء الصوره الذهنيه لنا في انفسنا امر ليس بالسهل فالتفكير بالذاكره العشوائيه والتحدث بما تمليه هو السائد بيننا لذلك ترى الاخريجد صعوبه في تفهم ما تحويه صورتك الذهنيه وبهذا تكون النتيجه سلبيه الا من بعض المفردات التي تحتاج هي للتمحص والتفكير من جديد0
اتمنى ان تكون هذه المداخله ملا ئمه لما طرحت0

[ابوسعد]

#2197 SAUDI ARABIA [ali]
0.00/5 (0 صوت)

14-04-1430 11:44 مساءً
اشكر أخي الفاضل / محمد بن علي القدادي
على طرحه لهذا الموضوع وأتمنى من الجميع الفائدة واستيعاب ما كتب واختصر كلامي بمقوله:

(تعلمنا بأن احترام الآخرين لنا .. ما هو إلا نتيجة لإحترامنا لأنفسنا)

شكرا أبا سطام

[ali]

#2207 SAUDI ARABIA [احمد بن محمد بن زنان]
0.00/5 (0 صوت)

20-04-1430 12:39 صباحاً
يعطيك العافية علي هذا الموضوع الجميل والشيق ونتمني منك المزيد من الكتابات الشيقة وتسخير خبرتك الصحفية بسيل من المقالات الشيقة في اخبارية الحكمان

[احمد بن محمد بن زنان]

#2238 SAUDI ARABIA [د/احمد]
0.00/5 (0 صوت)

28-04-1430 08:08 صباحاً
رسالتك واضحه تماما يا استاذنا القدير محمد والبركه في الشباب ان يعطوا الصوره الافضل واقوى السبل لذلك هو التعليم التعليم التعليم

[د/احمد]

#2246 SAUDI ARABIA [صريح]
0.00/5 (0 صوت)

03-05-1430 12:24 صباحاً
السلام عليكم ورحمة الله

ارحب بك اخي محمد في اخباريتنا الغاليه والموفقه واشكر لك تواجدك المشرف والذي اضاف لنا ابداعا فريدا من نوعه .
كما اشكرك على طرح هذا الموضوع الذي يحمل رسالة بين سطورها نظرة حب وولاء لهذه القرية ورغبة اكيده في تطوير طاقاتها البشرية ورفع ادائها بما يخدم الشخص نفسه ثم من ينتمي اليهم ..
هناك العديد من البيئات الاجتماعية والتي تحمل كنوزا من طاقات شبابها وقدراتهم الذهنية والعقلية ..والتطويرية .. والتي افادت المؤسسات والمجتمعات الاخرى التي يعيشون بها بشكل مباشر.. ونجد نفس تلك الصفات والقدرات تضمحل حين تعود لبيئتها الاصلية ؟ فلماذا ياترى ؟
باختصار شديد .. ستكون الاجابة هي استخفاف اقرب شخص اليك من جهة البيئة .. فالقليل من ينظر الى نصف الكأس المملوء .. ويستوعب قدراتك الذهنية الفذه والتي لم تجد لها مكانا في اغلب المجالس والمناسبات ..
النظرة السلبية هي من يسيطر على روح اللقاءات التي تجتمع بها مع الاخر ..والاخرين .. وهذه النظرة مبنية على اسس سابقه فهي ليست بالمستحدث او تصرف معاصر او حالة مستغربه ..!! ولو بحثنا في تاريخنا وماضينا لاكتشفنا ان الكثير من ذوي القدرات والابداعات والمقدّرة من اخرين ينتمون لبيئة بعيدة جدا عن بيئهم الاصليه ..لا يشكلون في بيئتهم الا ما عرفوهم به كشخص ينمتى لنفس الفصيلة واسمه فلان وابوه فلان ابن فلان .. انما الجوانب الاخرى فليس لها منظور ..
لو تعمقنا في ما تفضل به الاستاذ محمد القدادي .. ونظرنا بعين العقل فيما يتحدث عنه وطبقناه على ارض الواقع لاكتشفنا كوكبة من العقول النيرّه..والمواهب الفذّة.. متواجدة بيننا .. لم يستفاد من قدراتهم فيما يخدم قريتنا او بلدتنا الحكمان .. فهي دعوة صادقة لتحويل النظر من النقطة السوداء الى الدائرة البيضاء ليرى كل من الطرفين الاخر بصورته الحقيقية وسيتفاجئ حينها بأننا نملك ثروة بيننا لا تقدر بثمن ....
دمتم بألف خير

[صريح]

#2867 SAUDI ARABIA [بنت ناس ماتنداس]
0.00/5 (0 صوت)

25-07-1430 09:20 مساءً
كلام صحيح مئة في المئة وكما قلت اعتقد ان بداية الحل يبدا من دواخلنا وعدم ترك اي مساحة للجانب الآخر

[بنت ناس ماتنداس]

الاستاذ محمد بن علي القدادي
الاستاذ محمد بن علي القدادي

تقييم
6.92/10 (81 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

إخــبــاريـــة الحــكـمـان
الآراء المنشورة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إخبارية الحكمان


الرئيسية |الأخبار |ملفات الاخبارية |الصور |الفيديو |راسلنا | للأعلى