الحكمان إلى أين ؟


عزوتي حكمان يالسيف المذهب :::::::: كل يوم يتطلع في شبا

خصمهم في كل محضار تذهب :::::::: من تمنى في لقاهم ينشبا
( رحم الله قائلها )


الحكمان هي قرية من اكبر القرى تقبع في سكون بين الجبال المترامية حولها ، هي ذات ماضي عريق وتاريخ مجيد ، كتب أسطره رجال ذوي شأن ، سطروا هذا التاريخ بدمائهم ، صنعوا لنا ماضيا مشرفا نفتخر به بين القرى ، فلا نكاد ننسى حروبا خاضوها منذ أزمنة ماضية ، رسمت للحكمان مكانتها وجعلتها ذات شأن بين سائر قبائل زهران ، ولعلنا هنا لا نغفل عن أن سبب قوة أي قبيلة أو جماعة هو بتكافل وترابط أبنائها مع شيخهم وموامينهم ، والتفافهم حول كبراء القرية وانصياعهم لأوامرهم وما يرونه من أحكام ، مع علمنا بأنهم كانوا يعانون شظف الحياة وانعدام المقومات الحياتية من مال وتعليم ، لكننا لمسنا فيهم روح الترابط والتآلف وأن همّ الفرد هو همّ جماعته .

أما إذا القينا النظر إلى واقعنا اليوم فإننا وبحسره وأسى نجد أن المجد العريق تلاشى وتطاير مع غبار الزمن الذي ألقى بنفسه بين أحجار تلك المنازل القديمة التي تحاول جاهدة البقاء في وجه الزمن وتغيراته المستمرة لعلها تريد أن تقول لنا إنها مازالت موجودة وبحاجه إلى من ينفض الغبار عنها ويعيدنا إلى أيام أمجاد أجدادنا .

رغم وجود جميع مقومات الحياة فكم أنجبت هذه القرية من أناس يحملون أعلى الدرجات التعليمية والرتب العسكرية والمناصب الإدارية والوجاهات الاجتماعية ( من أساتذة الجامعات ومثقفين وأطباء وضباط ومهندسين ورجال أعمال وتجار وأصحاب مناصب إدارية ) والذين وبكل أسف لم نرى منهم ما يشفع لانتمائهم لهذه القرية وماضيها التليد بتقديم أدنى خدمه بل على العكس ، وأقولها وبكل مرارة وأسف فنحن نرى كيف تلاشت الروابط الاجتماعية بين أبناء القرية وازدادت فجوة الفرقة والتشتت ، وانتشرت البغضاء والكراهية بين الأسر ، بل واختفى دور أولئك الرجال الذين كان الحل والربط بأيديهم ، وتبعا لذلك اختفى دور شيخ القبيلة والذي كان من المفترض انه ضابط الإيقاع في جمع شمل أهل القرية ، وتوحيد كلمتهم ،والمطالبة بالخدمات للقرية في ظل طفرة الميزانية وعطاء حكومتنا الرشيدة وذلك أسوه بالقرى الأخرى المجاورة.

إخوتي ، لا أقول كلامي متحاملا على أحد ولكن حرقة في قلبي على قريتي ، رغم علمي أن هناك أيدي تعمل بصمت وخلف الكواليس لكن يبقى الإتحاد في العمل أفضل دائما من أجل مصلحة القرية وأبنائها ، وأنا أناشد من منبري هذا أصحاب الشأن وذوي الكلمة المسموعة أن لا يبخلوا بتقديم النصح والإرشاد بعيدا عن التعصب والاعتداد بالنفس ومتناسين البغضاء والضغينة في سبيل تقديم أفضل الخدمات لنا وللأجيال القادمة .

وفي الختــــــــــام أستميحكم عذرا للإطالة رغم أن القلب يحمل الكثير مما لا يتسع المجال لذكره الآن ، ولكن اترك الباب مفتوحا لمن أراد التعقيب أو المشاركة .
كتبت هذا لإيماني العميق بأن الحكمان قرية ذات مجد وستبقى كذلك عامرة بشبابها وأبنائها الأوفياء .
والله من وراء القصد

احمد بن خاطر