[HR]


عيد الجماعة 1429هـ

نحتفل هذه الأيام في هذا العام 1429هـ بعيد الفطر المبارك، الذي يستحق أن يسمى بجدارة \"عيد الجماعة\"، ولهذه التسمية بعد تاريخي متأصل في ثقافتنا المحلية، يعرفه كبار السن من الرعيل الأول، ومن عاصرهم في حينه. ولهذه التسمية أبعاد ودلالات عميقة، حيث يتجاوز الفرد مرحلة \"الأنا\" ويسمو ويتعالي عليها. وقد لمسنا هذا جلياً واضحاً في عيد هذا العام وماسبقه من استعدادات مكثفة، لها مغازيها العفوية لمن يتأملها بعمق وأناة.


ففي هذا العام، وفي يوم الثلاثاء 23 رمضان 1429هـ، وقبل أسبوع كامل من يوم عيد الفطر المبارك يوم الثلاثاء 1 شوال 1429هـ، احتفل الوطن بمناسبة اليوم الوطني للبلاد، الذي هو ذكرى توحيد أرجاء الوطن الغالي، واطلاق اسم المملكة العربية السعودية على رقعة مكانية تمثل معظم أجزاء الجزيرة العربية، وعندها خرج الانسان منا من ذاتيته الضيقة إلى مساحة رحبة واسعة مطلقة، ينعم فيها بالأمن والاستقرار والرخاء. ولنا في مانسمع من كبار السن فينا من عبر وحكم، تصور لنا الماضي بكل مفارقته وأبعاده، ما يثري مخزوننا المعرفي ونظرتنا للحياة. وبهذا تحقق شكل من أشكال \"الجماعة\" في هذه الذكرى.


وعلى نطاق أضيق بكثير، وفي هذه السنة أيضاً شهدنا شكلاً مميزاً من أشكال \"الجماعة\"، تجلى في الوقوف المشرف لأهالي الحكمان مع أحد أبنائها في أزمة حلت به، وعانى منها هو وافراد أسرته لسنين عدة. وما أعنيه هنا هو التكاتف والتآزر مع الأخ الزميل العزيز الأستاذ سعود بن طاهر بن عطيه في أزمته المالية. وقد أظهر هذا إنكار للذات من الكثيرين والتفكير في الآخر. وقد أسهم في الحملة المباركة كثيرون من أهالي القرية، رجالاً ونساء كباراً وصغاراً، وقد بذل كل على قدر استطاعته عن طيب خاطر. وبهذا العمل تحقق مفهوم \"الجماعة\".


ولايفوتنا في هذ المناسبة إلا أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لكل من أسهم في هذا المشروع الانساني من المتبرعين والداعمين والمنظمين والمنسقين، بدءً بشيخ قبيلة بني جندب الشيخ محمد بن فيصل بن زنان الذي تبنى ورعى ودعم فكرة حملة التكاتف مع \"سعود\"، بالتعاون مع بقية الإخوة الأعزاء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الأساتذة خالد بن جمعان وجمعان بن أحمد وعلي بن أحمد وغيرهم في كافة مناطق المملكة. فلهم منا كـ\"جماعة\" كل الود والتقدير على المبادرة وحسن التنظيم والمتابعة. ولنا بحق أن نقول بأن \"إخبارية الحكمان\" و \"جوال الحكمان\" قدما عملاً إعلامياً جماعياً مميزاً جديراً بالإشادة والتقدير، ونحن لا نملك الا أن نقول جزا الله القائمين عليهما كل خير، وأثابهم على حسن العمل والصنيع. ونطمع في المزيد في مستقبل الأيام. فهكذا هي روح \"الجماعة\" تظهر واضحة جلية.


ولنا بحق أن نحتفل بعيد الفطر المبارك هذا العام 1429هـ كل في مكانه، ونشعر اننا نحتفل كـ\"جماعة\" واحدة، على الرغم من تباعد المسافات المكانية بيننا، فقد تجاوزت العواطف والمشاعر الانسانية الصادقة التي تجلت في كل ما سبق هذه المسافات، وقلصتها إن لم تلغها كلياً.


فتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، إنه على كل شيء قدير.

ومن العايدين في \"عيد الجماعة\"

وكل عام وأنتم بخير،،،،